أسباب اجتماع المسلمين في عهد عماد الدين زنكي
السؤال: هل لنا أن نعرف كيف تم لـعماد الدين زنكي توحيد صفوف المسلمين بعد أن كانوا مفككين؟
الجواب: لقد تعب عماد الدين والد نور الدين رحمه الله تعباً شديداً لكي يجمع أنصاره، لكن كان اجتماع المسلمين أسهل من واقعنا، والسبب أن القلوب كان فيها خير أكثر، ولم يكن عند المسلمين إبان الحروب الصليبية الأولى شيء من الولاء للنصارى، ونقصد بالمسلمين أهل السنة، الذين ليس عندهم ولاء لليهود ولا للنصارى، ويعلمون أنهم كفار، ويعلمون أن قتالهم جهاد؛ من قتل من المسلمين فيه فهو شهيد، فالحقائق التي ذكرناها وعقيدة الولاء والبراء كانت معلومةً ظاهرةً جلية، أما الآن فأكثر المسلمين -مع الأسف- مبهور بما عند الكفار ويائس من النصر، ولا يتصور المسألة حلقة من حلقات صراع طويل، وإنما يتخيل أن الغرب حاكم ومسيطرٌ إلى الأبد، فلا أمل عنده ولا حتى مجرد تفكير بأن نقاومه أو نحاربه، أما الأمة التي عندها استعداد وأمل في النصر ولو ضعيفاً وتنظر إلى عدوها نظرة معقولة يمكن أن تنتصر.
وقد لقي عماد الدين رحمه الله العنت، حتى دبر بعض أعدائه من المسلمين في الإمارات الإسلامية وبعض قواده مؤامرةً لقتله، فاغتاله غلمانه وحرسه.
ونقول: إن جمع شمل الأمة رغم صعوبته هو بالإمكان الآن وفي كل زمان ومكان.